مجتمعاتنا
وعولمة الإتصالات
مع الطفرة التكنولوجية الرقمية وما صاحبها من
تطور على مدى السنوات الماضية في العالم إلا أن العرب لا زالوا في مرحلة مخاض من
هذه التكنولوجيا ما بين التخوف منها وما بين التشكيك حتى فيها قدراتها ومن من لا
زال يستخدم الطرق التي تعتبر بدائية في تعاملاته وقد اعتبر العالم الغربي الأمي من
لا يجيد استخدام الحاسب الآلي لا من لا يقرأ ولا يكتب وفي عالمنا العربي لا زالت إحصائية
أميتها تكنولوجيا مرتفعة وان لم تهتم الدول العربية بنفسها في هذا الجانب فستجد
نفسها معزولة عن العالم من الخارطة التقنية وللأسف فالبداية العربية متأخرة في هذا
الجانب مقارنة بالغرب وقد بدأت بعض الدول العربية بداية متواضعة في الشروع في خضم
هذا العالم المتنامي رقميا وتكنولوجيا نظرا لأهمية هذه التكنولوجيا حديثا حتى أن
بعض الغرب أصبح تسوقهم الكترونيا وربما أبعد من ذلك التصور وستصبح خيالاتهم قريبا
واقعا ملموسا.
للأسف نحن كشعوب عربية وان تواجدت لدينا هذه
التكنولوجيا البسيطة مقارنة بالغرب إلا أن استغلالها يأتي سلبيا من البعض وحتى إن
وجدت هذه السلبيات في الدول المتقدمة رقميا إلا أن أمرنا يهمنا أكثر من غيرنا
فخلال السنوات الأخيرة أصبحت هناك قضايا تئن منها المحاكم وغيرها دخل في أطرافها
مستغلي هذه التكنولوجيا الرقمية بشتى أنواعها في أمور لا تمت بصلة إلى كرامة
الإنسان وعاداته وتقاليده وقيمه فعلى سبيل المثال أصبحت المنتديات الحوارية
المنتشرة تنقل ما هب ودب من خلالها وأصبحت الشائعات تملأ معظم صفحاتها وأبوابها
لحقت بمواضيعها المساس بكرامة الأشخاص والمؤسسات وغيرها وأصبحت تسئ هذه المواقع
للدول وشعوبها.
وكاميرات الهاتف النقال هي الأخرى أكبر مثال
على سوء الاستخدام فتجد عشرات مقاطع الفيديو والأصوات والمشاهد تنتقل كانتشار
النار في الهشيم من خلال المجالس وشبكات الإنترنت وأصبحت هذه المقاطع أو المشاهد
هي الأخرى هاجس يورق الكثير من الأفراد بل وحتى الأسر التي لا تعي أو تلك التي ليس
ثقافة في كيفية استخدام هذه الأداة فتجد البعض يصور ما يحلوا له من مشاهد يتواجد
فيها.
وكم ندم من أضاع هاتفه ليس ندما على الهاتف
نفسه بل على الذاكرة الموجودة به لما تحويه من صور خاصة الأسرية وان وقعت هذه
الصور في أيدي خبيثة فان ذلك سوف يسهم في الكثير من السلبيات والمشاكل كما أن بعض
محلات الهواتف النقالة بل وحتى مستخدمي الهواتف والحواسيب لديهم برامج هي في
الأساس برامج خدمية وجدت للمصلحة وللضرورة وهي برامج إرجاع الصور المحذوفة والتي
تستغل الاستغلال السيئ من قبل البعض.. لذلك يجب علينا أن نكن حذرين من هذه
التجاوزات ومن هذه التقنية الحديثة التي لا ترحم سلبا وإيجابا... والى لقاء متجدد.
علي
بن خلفان الحبسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق