اعلان 1

الأحد، 11 ديسمبر 2016

أفلاجنا تجري.. نستورد الماء

أفلاجنا تجري.. نستورد الماء

  أثار وقع نظري على إحدى الثلاجات التي تحوي مجموعة من قناني مياه الشرب في إحدى المحلات التجارية الكبيرة بل وحتى أصغرها في السلطنة عدة تساؤلات في خاطري وأول ما نظرت إلى هذه الثلاجة وما تحويه على قناني متنوعة المصدر والألوان والأشكال جاء عنوان موضوعي بالفعل لو كان غير الماء لكان شيئا آخر لعدم توفره في بلادنا أن نتسورده لأننا لا نملك هذا المنتج البالغ في التعقيد والتركيب والذي يحتاج إلى إمكانيات من مصانع وخام وطاقات بشرية مؤهلة ومدربة لكي ننتج هذه المادة ولكن الماء في بلادنا موجود إذن لماذا نستورد الماء لنافس منتجنا المحلي في هذا المجال بالرغم من انه يغطي السلطنة وسعره مناسب ومتقارب وجودته عالية حيث نراه الأول في موائد خارج بلادنا ودول الجوار؟!
  البعض الآخر يخالفني الرأي ويعلل وجود الماء المستورد باتفاقيات التبادل التجاري نحن نستورد ونصدر وهم أيضا يستوردون ويصدرون إلينا حسب الاتفاقيات المنصوص عليها في القوانين والتشريعات المحددة لهذا الجانب... من الجانب الآخر نلاحظ بأن هناك منتجات نحن في حاجة إليها لا يوفرها السوق بالرغم من أن المنتج المتوفر غير كاف لتغطية الطلب المحلي المتنامي إلا أن هناك في المقابل نجد ردة فعل معاكسة لعدم استيراد هذه المنتجات لكي نفتح الفرصة لمنتجنا من أن يغزو السوق وعلى سبيل المثال الإسمنت الذي لا زالت أزمة ضعف توفره في السوق مشكلة مستعصية وساهمت مشكلة عدم توفره توقف العديد من المشاريع خاصة لأولائك المقبلين على الشروع في بناء مساكن تأويهم وأسرهم.
  أعود إلى قضية استيراد الماء والدعاية التي تبث من أجله بينما هو معظمه منقى من هنا وهناك وتتفاوت جودته وربما المسافات التي يقطعها وآلية نقله وتخزينه تسهم في ضعف تلك الجودة.. أما البعض فيقاطعني بالقول بأننا نعيش مرحلة جفاف وعلينا أن نستورد الماء كي نحافظ على مخزوننا المائي وكأن المخزون المائي بين جدران أربعة لا ينبض.. وماذا إذا ما استغلت مياه الينابيع في محافظة ظفار وتنشئ مصانع تلبي احتياجاتنا والدول المجاورة من مياه نقية عذبة تنساب كالدرر فبذلك سنفتح مصدر دخل اقتصادي جديد لوطننا يفتح مئات البوابات من فرص للباحثين عن عمل ويغذي أسواقنا بمياه مأمونة ويدر على البلاد دخلا يسهم في تنمية هذا الوطن مستقبلا حيث ندرك جميعا بأن الماء ثروة بلا شك يمكن أن تسهم في بناء المستقبل الاقتصادي وهو ثروة يمكن أن تستغل الاستغلال الأمثل في اقتصادياتنا إذا ما أحسنت استغلال مواردها بالطرق الصحيحة من بينها الماء خاصة إذا علمنا بأن قنينة الماء التي لا يتعدى حجمها اللتر والنصف تباع بـ500 بيسة في بعض المؤسسات السياحية وأقصد هنا الفنادق إذن هناك عائد من وراء هذه الثروة يجب أن يستغل وان نعتمد على ثروتنا الوطنية ومن ثم نفكر في استيراد الماء الذي لا علم لنا بمصادره آمنة أم لا.
  أخيرا... بالرغم من معاناتنا من الجفاف الذي طال الأفلاج والآبار في بعض المناطق إلا أن بعضها والحمدلله ينعم بالخير الوفير من هذه المياه خاصة بعد الأمطار التي هطلت خلال الآونة الأخيرة عليها آمالنا كبيرة بأن المستقبل سوف يشهدا انفراجا في هذه الأزمة قريبا أو بعيدا... والى لقاء متجدد.

علي بن خلفان الحبسي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق