اعلان 1

السبت، 10 ديسمبر 2016

الشورى العمانية نهج حميد

الشورى العمانية نهج حميد

  ونحن في هذا الوطن الأبي وعلى أعتاب مرحة جديدة من الشورى التي قطعت فيها السلطنة مرحة مهمة من نضج هذه التجربة التي ترسم فيها سياسات وملامح تنمية الوطن ينبغي علينا أن نعي أهمية المرحلة القادمة من مسيرة الشورى هذه الأهمية يجب أن تنبع من كافة أطياف المجتمع ناخبين ومنتَخبين انطلاقا من أهمية مصطلح الانتخاب بعيدا عن كل أوجه التعصب إن كان قبليا أو مجتمعيا أو فكريا.
  إن الأمانة الملقاة اليوم على المواطن في اختيار المناسب فيمن يمثله هي خطوة هامة وقاعدة تسبق فيما بعد دور المنتخب وما سيقدمه هذا العضو من أفكار ورؤى وطموحات لخدمة هذا الوطن ودعما لسياسة الحكومة وسينعكس ذلك الفكر إيجابا على المواطن في المجتمع من خلال الخدمات التي تقدمها الحكومة حسب خطط خمسية طموحة وضعت لهذا الغرض.
  إن الوعود والأماني والأحلام التي يرسمها بعض المترشحين أملا في كسب الأصوات يجب أن تكون أحلاما وأمالا موضوعية باستطاعة الحكومة تحقيقها لا أن يراد من ورائها كسب الأصوات فالمواطن اليوم يعي ويدرك وشهد تجارب عديدة على مدى السنوات الماضية من مسيرة الشورى في السلطنة حيث انهالت الوعود والطموحات قديما قبل الانتخابات ثم تبخرت معظمها ما أن وصل العضو إلى كرسي مجلس الشورى وهذا ما غرس لدى الكثير من أبناء الوطن الثقة والمصداقية في المجلس مما يعتبر مؤشرا سلبيا في عزوف البعض عن خوض انتخابات الشورى واختيار من يمثلهم ولكن هذه النظرة اليوم يجب أن تتغير فالتنمية وأبعادها في يد المواطن من خلال اختيار المناسب.
   كما أن على الحكومة أيضا أن تعطي أعضاء مجلس الشورى صلاحيات أكبر وحدود أوسع في رسم سياساتها المستقبلية وإشراك هذا العضو في سن القوانين والأنظمة ودراستها وتطبيقها وكل ما يخص المواطن وسوف يسهم ذلك كثيرا في أهمية هذا المجلس في المستقبل المنظور نظرا لأن المواطنين لا يزالون يلقون العاتق الأكبر على أهمية الشورى في إيصال متطلباتهم ومتطلبات مدنهم وقراهم من الخدمات وغيرها من أوجه التنمية الشاملة حيث يدركون جميعا أهمية جسر الشورى بين المواطن والحكومة بجانب أنه يتوجب على أعضاء المجلس أن يكونون أكثر قربا من المواطن ومجالات التنمية ومتابعتها ودراسة متطلبات الوطن اقتصاديا واجتماعيا والإسهام في صنع سياسة متزنة جنبا إلى جنب مع الحكومة.
  إن جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه ليولي الشورى أهمية بالغة من خلال العديد من التوجيهات السامية هذه الأهمية جسدها الدور الذي لعبه المجلس خلال الفترة الماضية وكلنا أمل في أن تشكل الفترة المقبلة نهجا فريدا ودورا محوريا أوسع لمسيرة الشورى من أجل نماء هذا الوطن ورخاء شعبه.  

علي بن خلفان الحبسي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق