اعلان 1

الأحد، 11 ديسمبر 2016

وفي البراميل موائد ترمى..

وفي البراميل موائد ترمى..

   خلال المناسبات المختلفة سواء الأفراح وما أكثرها أو الأتراح الله يبعد الجميع عنها فالأفراح تتحول إلى أتراح بالنسبة لصاحب الفرح من هول الإسراف والتبذير والطلبات خاصة في حفلات الأعراس فتنقلب القاعات والمجالس العامة إلى موائد فيها ما لذ وطاب وهذا يطلب وذاك يطلب وهكذا يكون العريس أو صاحب الفرح والمناسبة بين مطرقة وسندان تلبية الطلبات خوفا بأن لا يخذل أحدا وان لا ترتسم من خلفه صورة شبح البخل والتقليل من شأنه في المجتمع كما يخيل إليه أن يقال عنه شيئا إذا لم يلبي هذه الطلبات ولو أن الجيب تم تعميقه أكثر من مره ولكن ماء المال شحيحا ولكن ما باليد حيله وكذا الأتراح تنقلب أفراحا لدى آخرين أيضا من كثر ما يقدم فيها من موائد فتجد أصحاب العزاء لا يجدون حتى الوقت لمجابهة نظام العزاء ومسايرة المعزين إلا وتجد فريقا منهم مهمتهم خارج السبلة للترتيب للغداء أو العشاء للضيوف القادمين من هنا وهنك وكلها ثلاثة أيام وتطول معها فاتورة المصاريف وتبدأ معها الحسابات.
  للأسف يصبح بيت العزاء (بوفيه) مفتوح بداية من المطبخ وحتى المخزن تلك تتناول الطعام من هناك وتلك من هناك والسوالف في الجلسة حدث ولا حرج والمراجل تقول كلمتها ثم تتبعها عشرات الصحون من بيوت الجيران ومعها عشرات السخانات لأنه لا بد أن يكون للعشاء من هذه المائدة نصيبا وهكذا العجلة تدور وربما تدور في بعض الأحيان أكثر من ذلك.... وبالرغم من قيام الجهات المختصة من خلال التوعية وخطب الجمعة إلا أن ذلك لم يصل إلى على مستوى الأذن الخارجية للبعض وتضرب بذلك عرض الحائط شاهرة سيف الكرم البطولي وبذلك أصبحت براميل البلدية موائد تذخر بشتى ألوان الطعام تتناهشها القطط وغيرها ويعد ذلك إسرافا وأي إسراف فعلى المجتمع أن يعي مثل هذه التجاوزات وأن يكون هناك شي من العقلانية في هذه الأمور وأن تكون هناك قناعات تنطوي من التقليل من هذه المظاهر ولا ما نع من أن تكون هناك وجبات خاصة لأولائك القادمون من ابعد الأمكنة لأداء واجب العزاء ولكن يجب أن يكون ذلك في حدود المعقول وليس حديثي هذا بابا أمام الكرم الذي عرف به العربي عموما والعماني خاصة ولكن لكل شي نظام وعدم الخروج عن النهج الذي حثنا عليه الدين الإسلامي في مختلف مواضعه وعلى الجهات المختصة سواء في جمعيات المرأة العمانية أو من خلال المحاضرات والندوات أن تكون هناك توعية بمثل هذه الأمور تضع الحروف على النقاط لأنه في واقع الأمر هناك أسرا تستطيع مجابهة ذلك والبعض الآخر ليس بمقدوره مواجهة هذه التحديات السلبية وتقليد البعض الآخر فليس الكرم هكذا وكما قيل (لا تسرف حتى ولو من البحر تغرف).. ألقاكم على خير الأسبوع المقبل.


علي بن خلفان الحبسي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق